مصرع 12 شخصاً وفقدان 57 آخرين إثر غرق قاربين في شرق البيرو
مصرع 12 شخصاً وفقدان 57 آخرين إثر غرق قاربين في شرق البيرو
دمرت حادثة مأساوية حالة الاستقرار الهشّة على ضفاف نهر أوكايالي في منطقة الأمازون شرق بيرو، بعدما تسبب انهيار أرضي مفاجئ في غرق قاربي ركاب كانا راسيين قرب ميناء إيباريا.
وأسفر الحادث عن مصرع 12 شخصاً وفقدان 57 آخرين في واحدة من أسوأ الكوارث النهرية التي تشهدها المنطقة في الآونة الأخيرة، وسط أجواء من الذعر والصراخ والاستغاثات التي غطّت المكان في لحظات تحوّل فيها المشهد من حياة يومية هادئة إلى كارثة إنسانية مفجعة، بحسب ما ذكرت وكالة "الأناضول"، اليوم الثلاثاء.
وأفادت وسائل إعلام محلية في بيرو، نقلًا عن سكان ومشرفين في الميناء، بأن قاربي الركاب كانا يستعدان للإبحار عندما انهارت كتلة طينية ضخمة من الضفة المطلة على النهر، لتجرف معها أجزاء من المرسى وعدداً من الأشخاص، وتُسقط القاربين في المياه المتدفقة بقوة، في مشهد أربك الجميع وجعل محاولات النجاة الأولى بدائية ومحدودة، بسبب ضعف الإمكانيات وعمق التيارات المائية.
مشاهد إنقاذ يملؤها القلق
أعلنت وزارة الصحة البيروفية أنّ فرق الإسعاف نقلت 20 مصاباً إلى المستشفيات القريبة وهم في حالات متفاوتة الخطورة، بينما تمكّنت فرق الإنقاذ من العثور على 18 شخصاً آخرين أحياء، وقد وصفت حالتهم الصحية بالمستقرة، في وقتٍ لا تزال فيه أعمال البحث مستمرة عن عشرات المفقودين الذين يُرجّح أنهم عالقون في قاع النهر أو جرفتهم التيارات بعيداً عن موقع الحادث.
وأوضح المركز الوطني لعمليات الطوارئ في بيرو أنّ الانهيار الأرضي جاء نتيجة تعرية نهرية متواصلة تسببت في إضعاف التربة على حواف النهر، بفعل الأمطار الغزيرة وتذبذب منسوب المياه، وهي ظاهرة طبيعية تتكرر سنوياً في بعض مناطق الأمازون، لكنها نادراً ما تتسبب في كوارث بهذا الحجم وفي مناطق مأهولة بالسكان.
وأشارت التقارير إلى أنّ القارب المسمّى "رابيدو أورينتي" قد غمرته المياه بالكامل واختفى عن الأنظار بعد أن ابتلعته الكتلة المنهارة، فيما تعرّض القارب الثاني "ديو ريغو" لأضرار جسيمة في مقدمته وهيكله، ما جعله غير صالح للإبحار، في خسارة مزدوجة أرخت بظلالها على الأسر التي كانت تعتمد على هذه القوارب كوسيلة تنقل وحيدة بين القرى والمدن النهرية المعزولة.
تحذيرات ومخاوف مستمرة
سلّط الحادث الضوء من جديد على هشاشة البنية التحتية في مناطق الأمازون البيروفية، حيث يعتمد السكان بشكل شبه كامل على الأنهار للتنقل ونقل البضائع والمواد الغذائية، في ظل ضعف شبكات الطرق البرية وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، الأمر الذي يجعل أي اضطراب طبيعي، مهما بدا بسيطاً، يتحول بسهولة إلى كارثة إنسانية ذات أبعاد عميقة.
وطالب مسؤولون محليون بتكثيف عمليات المراقبة على ضفاف الأنهار، وتثبيت أنظمة إنذار مبكر، وإجراء دراسات جيولوجية عاجلة للتربة في المناطق السكنية القريبة من المجاري المائية، محذرين من أنّ استمرار التغيرات المناخية وزيادة معدلات الأمطار قد يؤديان إلى تكرار سيناريوهات أكثر دماراً في المستقبل القريب.
وخلّفت المأساة حالة حزن عام بين أهالي المنطقة، الذين بدأ بعضهم بتجميع التبرعات وإطلاق حملات تضامن مع عائلات الضحايا والمفقودين، في انتظار نتائج البحث والمصير الذي لا يزال يكتنف العشرات ممن ابتلعتهم المياه دون أثر حتى الآن.










